رواية : إكتشفت ُ زَوجي في الأتوبيس باللغه العربيه الفصحى''الفصل الرابع والعشرون الفصل التاني ''


بقلم : مشاعر غالية 

دبلجة : ندى 



ملاحظة : هناك بعض الامثال و الكلمات التي  لم تتم دبلجتها   لكي لايختلف معنى الجملة 

Mon-mari-a-decouvert-le-bus-en-arabe-standard24.2

الفصل الأخير الجزء الثانى



من المؤكد أن السماء لم تتغير منذ خلقها الله سبحانه وتعالى وكذلك البحار والهواء ولكن لماذا فى بعض الاحيان نتصور أن هناك تغيراً ما طرأ على الأشياء , لماذا نعبر طريق بسعادة وفرحه قد عبرناه مراراً وتكراراً بعيون حزينه منكسرة فنظن أن الطريق قد أختلف ,,  فى الواقع هو لم يختلف ,  نحن من أختلفنا أو بمعنى أدق حدث ما جعل مشاعرنا تجاهه تختلف ,  فأصبحنا نرى طيور السماء تنشد بسعادة وترفرف بقوة بعد أن كنا نظن أنها تندفع نحو الهاويه , رأيناها تلمس مياه البحر للصيد أو الشرب بعد أن كدنا نظن أنها تقدم على الأنتحار وفى اللحظة الأخيرة تتراجع ,  نشعر بالنسيم يداعبنا بعد أن كدنا نظن أنه يصفعنا ويدفعنا للخلف غير عابىء بسقوطنا ,, تتكشف أمامنا حقيقة قد غابت عنا أونحن من غبنا عنها وهى أننا  نرى العالم حولنا من داخلنا أولا فتنعكس تلك الرؤيا فى مرآه عيوننا التى يطل الفؤاد من خلف زجاجها البراق اللامع ليجعلنا نرى بها ما حوته صدورنا وما تغلل فى أعماقنا لذلك قيل
" كُن جميلا ترى الوجود جميلا "
-  مرسى مطروح اصبحت جميلة هكدا لمادا ؟!
رفعت رأسها لتنظر إليه بأبتسامه براقه ولم تجبه وأنما عادت لتنظر إلى البحر مرة أخرى فأعاد سؤاله مُكرراً وهو يضغط أصابعها الحبيسة بين أصابعه برفق قائلا بألحاح:
-ابقول مرسى مطروح لمادا اصبحت جميلة لمادا ؟
أبتسمت وهى تتحاشى النظر إليه وقالت بخجل:
- لا اعلم 
ضحك من شدة خجلها وقال مشاكساً:
- انا اعلم
ضربت يده بقبضتها الصغيرة وهو مازال يضحك بشغف وهى تقول بمزيج من التبرم والدلال:
- اخبرتك ان لاتحرجني هكدا يا ادهم
توالت ضرباتها الرقيقة  وهو يهرول بعيدا و يقول من بين ضحكاته :
- حسنا حنسا انا خائف على يديكي 
هرولت خلفه تتوعده وهو يجرى بظهره للخلف  و يهتف بمزاح:
- حسنا  آخر مره لن اقوم بدالك ساكون مؤدب والله ... قصدى ساحاول اكون مؤدب والله
توقفت لتلتقط أنفاسها بصعوبة فتوقف هو الآخر وإقترب منها ولف ذراعه حول كتفها يحثها على السير وهو يقول بأنفاس متقطعة من أثر العدو:
- يالا للفطور  ,, من الممتاز اننا تمشينا قليلا و الشاطئ لازال لم يمتلئ بعد
كادت أن تشاكسه مرة أخرى ولكن قاطعها رنين هاتفها ,, حثها على السير وهى تخرج هاتفها من حقيبتها الصغيرة ,, أبتسمت وهى تنظر لشاشة الهاتف وتقول له :
-هده حياء 
- سلمي  عليها
قطبت جبينها وهى تنتظر له بحنق فقال سريعا :
- لاتسلمي عليها 
وأخيرا وقبل أن ينقطع رنين هاتفها أجابت قائلة:
- السلام عليكم
زفرت حياء بقوة ثم قالت 
- اشهد أن لا اله إلا الله .. ماهدا لمادا كان هاتفكي مقفل  ؟اقلقتني جدا 
ابتسمت منى وألقت نظرة على أدهم السائر بجوارها متأملا فى البحر  وقالت بنبرة يغلفها الخجل:
- اسفة  يا حياء نحن  فى مرسى مطروح مند أسبوع
أستوعبت حياء الاختلاف الذى طرأ على نبرة صديقتها وقالت بتسائل مزيف:
- مالدي تقومون به  فى مرسى مطروح
قالت منى بخفوت :
- يعنى ,, أجازة
هتفت حياء تداعبها بمزاح قائلة:
- أوباااا .. يا حلوة لقد شرفتي اخواتك الاربعة 
ضحكت منى بشدة فنظر لها أدهم بابتسامه ثم عاد بنظرة إلى البحر مرة أخرى فقالت بصوت خفيض:
- أصمتي ,, لقد فضحتني 
ضحكت حياء بسعادة وقالت على الفور:
- حسنا يا اختي عندما ترجعين الى القاهرة اتصلي بي, مع السلامه
أغلقت منى هاتفها ووضعته فى حقيبتها مرة أخرى بينما رفع أدهم نظارته الشمسيه للأعلى قليلا وهو ينظر إلى منى ويدندن بمزاح قائلا:
أوباااا .. يا حلوة لقد شرفتي اخواتك الاربعة 
نظرت له منى بذهول وأحمر وجهها بشدة وهى تصرخ:
- انت كنت مركز معنا لهده الدرجة
ضحك بقوة وهو يلف كتفها  بذراعه وهى تدفعه بعيدا بحنق فتنجح احيانا ويتركها ثم يعود ليضمها ثانية
ولكن لا تزال ضحكاته المتواليه تشعرها بمزيج من الحنق والحب  .


***********************
كانت تقف وحيدة أمام اللوحه المدون عليها المواد الدراسيه وتقوم بنقل أسماء الكُتب الجديدة وأيام الدراسة للفرقة الثانيه بداخل مبنى المعهد الشرعى وفجأة وهى منغمسة فى الكتابة رأت ظلا ً طويلا ً يقترب ويقف خلفها بعيدا عنها نسبيا ,, إلتفتت للخلف بشكل تلقائى تلقى نظرة ,, إنه أحد زملائها فى المعهد كانت  تراه منذ العام السابق فى أغلب المحاضرات ,, كان يقرأ اللوحة مثلها ومن الواضح أنه لا يحتاج للتدوين ليتذكر أسماء المواد الدراسيه والأيام المخصصة لها ,, ثم عادت براسها للوحة وأنهت ما بدأته فى سرعة وأنصرفت للداخل لشراء الكُتب وهى تتمتم :
- الدراسه الاكاديميه هنا جميلة   لاكن المشكله أن المعهد مختلط
- انه احسن شئ  !!
نظرت حياء عن يمينها بابتسامه وهى تقول :
- انه للفتاة العانس متلكي 
ضحكت عبير وقالت وهى تحمل الكُتب بصعوبة :
- على اساس انكي لستي عانس 
بادلتها حياء الضحك وهى تقول:
- لا طبعا انا هنا للدراسة ليس للبحت عن عريس
رفعت عبير حاجبيها وقالت بترفع مازحه:
- لمادا احسن شئ هنا قسم العرسان
أجابتها حياء على الفور:
- الايوجد قسم المحجبات  ..  ,,
 ثم تقدمت نحو المكتبة على عجلة من أمرها وهى تقول لها :
-هيا لندهب لاشتري الكتب وندهب للمحاضرة

عادت منى من شهر العسل الثانى لها مع أدهم إلى منزلهم فى القاهرة وبدأت حياتهم تعود بهم إلى شكلها الطبيعى فلقد عادت هى إلى دراستها وعاد زوجها لعمله المعتاد ولكن بحماس أكبر وراحه نفسيه أكثرومعنويات  مرتفعه بشكل كبير .


- أنتى اين يا منى انا لا اراكي 
-انظري ورائكي سترينني 
ألتفتت حياء للخلف ونظرت للفتاة المنتقبة التى تقف خلفها مباشرة ,, لم يكن من الممكن أن تعرفها لولا أن لاحظت عينيها المميزة البراقه ,, أومأت الفتاة برأسها ثم قالت مؤكدة:
- نعم انا 
أتسعت عينيى حياء مندهشة وقالت بشك :
- ليس من المعقول,, منى ؟!!
أقبلت منى عليها وأحتضنتها بسعادة كبيرة وهى تهتف بمرح :
- ما رايك في هده المفاجاة
أنتزعت حياء نفسها من بين ذراعى منى وأخذت تنظر إليها بابتسامة واسعة وكبيرة وبدون شعور هبطت دمعتان هربتا فرحأ من عينيها غير مصدقة وهى تتسائل:
-تنقبتي متى  ولم تقولي لي لمادا
أخذتها منى من يدها وهى تقول بسعادة :
- تعالي ساخبركي كل شئ من اول يوم التقيت بهيام الى ان التقيت بسماح وياسمين  ,,
وضعت حياء يدها على فمها فزعه وهى تقول بقلق :
- رايتي سامح !! اهل كلمكي  ؟
هزت منى راسها نفيا وبدأت فى سرد ما حدث لها فى ذلك اليوم وحتى عودتهم من مرسى مطروح وقد بدات حياتهم الزوجيه بالفعل ,, حركت حياء رأسها غير مصدقه وصمتت برهة من الوقت ثم قالت بشرود :
-  ,, معقول
ثم تابعت ساخرة :
- قال وأنا الدى كان ضميرى يأنبنى بسببه
ثم ابتسمت من شدة شعورها بكرم الله عليهما وامسكت يد منى وشدت عليها وقد شعرت بقشعريرة تسرى بجسدها ثم قالت :
- منى ان الله قد اكرمنا يا منى ,,
ثم تمتمت تشكر الله وتحمده من قلبها فقالت منى على الفور :
- انا ايضا قمت بدالك  يا حياء كنت  احمد ربنا واشكره ,, ولا لم يراف بي ربي بتركي لسامح بل عوضني باحسن شخص 
أبتسمت حياء بعيني دامعتين وقالت بمزاح :
- يعنى بعتى القضيه واصبحتي  تحبى الشاى
ضحكت منى وهى تومىء براسها قائلة :
- نعم جدا
قالت حياء بتاثر مصطنع :
- مبروك انشاء الله القهوة 
أبتسمت منى بخجل ومالت للامام وهى تقول بخفوت :
-  أنا حامل فى شهر كده تقريبا
غلبتها طبيعتها وهى تمسك بيد منى وهتفت :
- التار ولا العار ,,اتركك معه شهر تنحرفين هكدا  ,, ساقول مادا ألف مبروك
- عقبالك يا حياء ربنا يرزقك بزوج صالح  وذريه صالحه
رفعت يدها للسماء وقالت تداعب صديقتها :
- ربنا يسمع منك يا طاهرة
************************
ألتفت الفتيات داخل المعهد الشرعى وفى الكافتريا  على احدى الطاولات حول صديقتهم حياء وهى تقوم بشرح مادة مقارنة الاديان بحماس ,, أوقفتها إحداهن عن المتابعة قائلة بضجر :
- لا اعرف ما فائدة هده المادة 
أجابتها حياء قائلة :
- المعهد هنا اكاديمى ليس  شرعى متل  ما أنتى تظنين  يعنى المعاهد الشرعيه لن تجدي  فيها غير القرآن والحديث والفقه لكن هنا فى مقارنة اديان واثار اسلاميه ..
هتفت ثالثة :
- صحيح  أحنا فعلا سندهب في رحلات لمادة الاثار الاسلاميه 
اجابتها رابعه :
-نعم سندهب و سيشرح لنا الدكتور متل السياح
حدثت همهمات بينهم ما بين مؤيده ومعارضه وسعيدة بتلك الرحلات

حسمت حياء الامر وهى تقول بجديه :
- هيا لننهي دراستنا 

تابعت شرح الدرس بنفس الحماس الذى لا يخلو من المزاح وهى لا تعلم ان هناك من يلاحظها ويسأل عنها صديقة:
- هده الفتاة تقوم بعمل ملخصات جيدة 
- نعم لديها هواية في هده الاشياء 
- وانت علمت كيف 
- زوجتي اخبرتني لانها صديقتها 
- آآآه

وبعد عدة شهور ليست بالكثيرة كانت الرحلة إلى مسجد عمرو بن العاص بحى مصر القديمه وبدء استاذ المادة فى عرض تفصيلى للمبنى المعمارى الضخم ومن بداية تعرفيهم بالاثر ونبذة  تاريخيه وحضاريه عنه والتخطيط المعمارى وحتى الاهميه الدينيه والثقافيه والعلميه للجامع ورغم إنهماك حياء فى متابعة شرح استاذ المادة وهم يتجولون خلفه داخل الجامع الكبير إلا انها كانت تشعر أن هناك من يراقبها عن بُعد ويلاحظ تصرفاتها وطريقة حديثها ونبرة صوتها ,,, أنتهت الجوله السياحيه وكاد أن ينصرف الجميع لولا أن استاذ المادة استوقفهم وقد تذكر أن الكنيسه المعلقة قريبه جدا منهم واقترح أن يذهبوا إليها لبعض الوقت كنوع من انواع الثقافه الاثرية ... بالطبع تحمس الجميع لخوض هذه التجربة وخصيصا حياء " انه ملعبها  " كانت مغامره فى حد ذاتها لم يكدرها فى بدايتها سوى النقوش والايقونات الشركيه على الحوائط والجدران والشعور بأنهم موجودن بمكان يشرك فيه بالله كان شعور يجعل الروح تشمئز من كل شىء وابدى معظمهم الندم على الموافقه على الذهاب إلى هناك ولكنهم آثروا المضى قدما فى تلك التجربة حتى يخرجوا منها جميعا كما دخلوها جميعا .. وقبل أن يدخلوا جميعا فجأة استوقفهم ذلك الشاب الذى قد عين نفسه  رقيبا ومتتبعاً لـ حياء فى جميع خطواتها وقال بجديه وتصميم :
-اسفة قبل ان تدخلو   نقرا الاخلاص والمعوذتين وآيه الكرسى وآواخر سورة البقرة وهنقول دعاء " بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شىء فى الارض ولا فى السماء وهو السميع العليم " وسنقول " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق "  حتى نحمي نفسنا 
لم تعلم حياء وقتها هل كان قاصدا أم لا عندما حول نظرة إليها وهو ينهى كلماته بكلمة " أتفقنا " ؟
أوما له الجميع موافقة وبدؤا فى ترتيل الايات والادعيه بهمهمات خفيضة وهم يدلفون للداخل
وبعد دخلوهم بدقيقه تقريبا بدء استاذ المادة فى أعطائهم نبذه مختصرة عن البناء المعمارى للكنيسه وقال "انها سُميت معلقة لانها بُنيت على برجين من الابراج القديمه للحصن الرومانى ( حصن بابليون ) أنهى استاذ المادة شرح تلك النبذه وغيرها حول بناء الكنيسه بعبارة
-  " تم تجديد بناء المعمارى للكنيسه على الطراز الاسلامى " أستفزت تلك العبارة أحد المسؤلين عن الكنيسه وأنتفض قائلا بهتاف أقرب إلى الصراخ :
-  الكنيسه هده مبنيه من قبل الاحتلال الاسلامى لمصر
صارت همهمات بينهم جميعا وتوتر البعض وكاد ان يعتذر استاذ الماده عن تلك العبارة بينما لا تعرف هى من اين أتت بتلك الجرأة أو التهور أيهما أقرب
تقدمت حياء وقالت بصوت يسمعه الجميع موجهة حديثها للرجل المسيحى:
- ممكن اسال حضرتك سؤال
نظر لها وقطب جبينه بقوة وقال بعبوس :
-اتفضلى
حياء :
- هده الكنيسه   مند بداية بناءها كان فيها الزخارف والنقوش دى ؟
قال :
- لا  كانت منقوشه بنقوش معماريه رومانيه

قالت بثبات :
- والنقوش الموجوده الان  بدأت ايضا  تدخل لمعمار الكنيسه فى عهد هارون الرشيد ؟
قال بغطرسه :
- لاكن ايضا  اسمه احتلال
قالت على الفور:
- هده ليست المشكلة   ومعنى  ان الدكتور لم يغلط عندما  قال انها أخدت الطراز المعمارى الاسلامى فى تجديدها
ألتفت الرجل وغادر دون ان ينبث ببنت شفه وكأنه يتوعدها ....  بل يتوعدهم جميعا!!
جمعهم استاذ المادة وقرر الانصراف فى الحال منعاً لحدوث اى مناوشات جديدة وخرج وهم يتبعوه ببطء نظراً للازدحام بينهم وبعد خروج البعض فجأة قطع ذلك الرجل عليهم الطريق امام الباب قائلا بغضب :
-ليس هناك خروج الى بعد التفتيش 
ونظر للفتيات قائلا بنظرة عابثه :
- وليس لدينا نساء للتفتيش  ..  انا الدى  سافتش الجميع 
هتفت حياء وقد تقدمت خطوه للامام :
- يعنى ماهدا  الكلام  نحن سنسرق مادا  من عندكما يعنى وكيف لايوجد نساء للتفتيش
عقد الرجل يديه امام صدره ومن الواضح ان غطرسته قد اعجبت زملاؤه وهو يقول :
- هكدا النظام 
دمعت عيون الفتيات وهن يتخيلن انهن سيفتشون من قبل هؤلاء واحمرت وجوه الرجال وهم يتكلمون بسخط واعتراض ولكن فجاة شق الصف من بين الجميع ذاك المراقب بهيبته ووجسده المفتول ونظراته الناريه وصوته الجهورى الذى يستخدمه فى مثل هذه الاوقات العصبيه ووقف مباشرة امام الرجل المسيحى وأضطر إلى ان ينحنى قليلا لفارق الطول ونظر إلى عينيه بقوة وقال كأنه يزئر:
- الدي سيمد يده على فتاة ساقطع يده قبل ان ترجع له 

ولم ينتظر منه اجابه بل دفعه للخلف ودفع معه من كان وراءه بقوة وافسح الطريق للفتيات حتى مررن جميعاً امامه .. خرج الجميع فتيات وشباب وكأن هو آخر من خرجوا وهو يرمقهم بنظراته الحارقة المحذرة

*********************

- اسمه أسامه
مالت حياء للأمام وهى تتكأ بمرفقيها على الطاولة فى الكافتريا وهى تقول بلا مبالاة :
-نعم مالدي يريده مني 
قالت جيهان بعصبيتها المعهودة :
- يريد مادا ان يتقدم طبعا
زفرت حياء بقوة ثم قالت بضيق :
- الله يكرمك يا جيهان انا لست ناقصة والله 
قالت جيهان بثقة :
- لاتخافي سيعجبكي وايضا انه معنا في المعهد
بدا الاهتمام على وجهها وهى تسأل :
- معانا هنا ؟ من هدا 
جيهان :
- اتتدكرين  يوم الكنسيه .. الشاب الدى جعل الفتيات تمر وقال لن يمد احد يده على الفتيات

رفعت حياء حاجبيها بأندهاش واستندت إلى ظهر المقعد فى تفكير وبدون شعور علت شفتيها ابتسامه صغيرة
ألتقطتها جيهان وهى تقول بحماس :
- اظن انه عجبك 
قالت حياء ببطء :
- لا يعني انا اريد ان اتحدت معه 
وقفت جيهان على الفور وهى تقول :
-  ساخبر زوجي و يعطيه رقم والدكي 
أمسكتها من يدها واجلستها وهى تقول بتوتر :
-لا لاتتسرعي اريد ان اتحدت معه قبل ان ياتي الى المنزل لا اريد ان يعلم اهلي وفي الاخر ان لا يكون نصيب 

قالت جيهان بعد صمت لثوانى :
- حسنا نجلس انا وانتي و زوجي وهو والم يحصل قبول لننهي الموضوع 
قالت حياء بمزاح :
- ونطلب قهوة وعصير اليس كدالك
نظرت جيهان إليها بحيرة وتسائل فقالت حياء على الفور :
- لاتشغلين  أنتى بحكاية القهوة والعصير انا موعودة بهم

وبالفعل جلس الاربعه على طاوله واحده ولكن جيهان وزوجها إنشغلا بالحديث مع بعضهما البعض ليتركا لهما المجال للحديث سويا بدون تدخل منهما ولكن لم يتحدث احد ... صمت رهيب
أنتظرته يتحدث ولكنه لم يفعل سوى الصمت والابتسامة التى تعلو شفتيه باستمرار منذ جلوسه حاولت هى ان تتحدث كما تفعل مع كل شخص يتقدم لطلب الزواج منها وتغمره بالاسئلة والتفسيرات والتحقيقات ولكنها ابتلعت لسانها ولا تعلم كيف تستعيده وأخيرا قرر هو الخروج عن الصمت وبدء فى الحديث :
- كيف حالكي 
 - الحمد لله
- تريدين ان تساليني عل ىشئ 
حاولت حياء استعاده "جبروتها" الدائم مع العرسان ولكنها فشلت هذه المره ووجدت نفسها
تقول بطريقه طفوليه :
- انا اريد ان ارتدي النقاب لاكن والدي رافض الموضوع 
استعاد رباط جأشه عندما شعر بضعفها وقال بابتسامه خفيفه :
- لاكن انا موافق .. وغيردالك  كان سيكون  شرطى اصلا بعد الزواج
ابتعلت ريقها وهى تحاول أن تبدو اقوى واكثر سيطره على الموقف وقالت :
- حضرتك محامى اليس كدالك ؟
- انعم 
ثم قال متابعا :
-لاكن لاتخافي كل مهنة بها الجميل و السئ وانا اتبع ديني قبل كل شئ
تنفست الصعداء وهى تتمتم:
- ممتاز
فجأة أنطلق فى الحديث وبدء يتحدث عن نفسه وعائلته وأخوته وكيف ألتزم وشيوخه والقرآن و المصاعب التى يواجهها بسبب اللحيه فى عمله وحياته وتمسكه بها رغم كل شىء وأختتم حديثه وهو يقول بنظرة أحبتها :
-  أنتى لم تتكلمي ابدا ..
ثم تابع بابتسامه مداعبه :
-لاكن انا اعلم لمادا 
أعتدلت فى جلستها وهى تسائل بارتباك :
- لمادا ؟
اتبسم بثقة وحاول أن يكون صوته خفيضا وهو يتكأ على سطح الطاوله ,, نظر إلى صديقه وزوجته فوجدهم مازالا منشغلان بالحديث سويا فنظر إليها بأعين تقول الكثير وقال :
- ساخبركي  بعد كتب الكتاب إن شاء الله
نهضت واقفة متوترة:
-  أستاذن أنا 
ألتفت جيهان لنهوضها المفاجأ وهى تقول :
- خير يا حياء هل يوجد شئ 
هزت راسها نفيا وقالت على الفور قبل أن تنصرف :
- لا يوجد لاكن يجب ان اقوم بصلاة استخارة

***************************

بدأت منى  تفتح عينيها بصعوبه وهى تهزى بكلمات غير مفهومه لا يفهم منها سوى اسم ادهم فقط وهى تناديه و تتالم ,, جلس امامها ممسك بيدها وعينيه لا تستطيع السيطره على ماؤها وقد أنهمرت دموعه بشدة وهو يقول :
- حمد لله على سلامتك يا حبيبتى
اقتربت حياء منهما وهى تقول بابتسامه :
- حمد لله على سلامتك يا منى استيقظي و فل تري البنات متل القمر  ماشاء الله
بدات تفتح عينيها أكثر وهى تضغط على يد أدهم وفجاة دخلت والدته وهى تقول بعتاب :
- ماهدا يا ادهم الان تخبرنا 
ثم اقتربت من منى ومسحت على شعرها بحنان وهى تقول :
- ألف حمد لله على سلامتك يا بنتى الحمد لله
قال ادهم وهو يمسح دموعه :
- اسف يا امي كل شئ اتى على غفلة 
قالت على الفور :
- اين  الفتاتين
قال ادهم بابتسامه حنونه :
- فى الحضَانه لاكن هم بخير  الحمد لله
بدات تستوعب ما يجرى حولها وقالت بالم :
- اين البنات اريد ان اراهم 
قال بحنو وهو يربط على يدها :
- ارتاحى  انتى يا حبيبتى و وسيجلبوهم الان ثم تابع مازحا :
- لاكن  الاتنين ليس شبهي  واحده فقط التي تشبهني  والتانيه تشبه  مرسى مطروح
وضعت منى كفها على بطنها وهى تسعل متالمه وتقول له :
-اصمت لاتجعلني اضحك 

فى اليوم التالى ذهبت حياء إليها بمفردها إلى  المشفى وأستاذن أدهم للانصراف للصلاة وقد كانت منى أستردت عافيتها بشكل كبير وخصيصا بعد ان رأت أبنتيها ,, أعتدلت قليلا فى الفراش بمساعدتها ثم جلست وهى تقول :
- فى احد ينجب فى السابع فجاة من غير مقدمات
أغمضت منى عينيها وهى تقول  ببعض الالم :
- كنا متفقين ان الولاده ستكون  طبيعى لاكن اتى  الطلق فى السابع لم نجد حل تانى غير العمليه والحمد لله انها  انتهت على خير والبنات بخير

قالت حياء وهى تتصنع الحيرة الممزوجه بالخجل:
- يعنى  لن تحضري زفافي صح 
أتسعت عينيى منى عن آخرهما وهى تقول بدهشه :
-مادا من هدا الدي خرج من المطحنة بسلامة 
أسندت حياء رأسها على قبضة يدها وهى تقول :
- ولا طحنته ولاشئ انا كنت اغرق في بحيرة ... وايضا انا امزح فقط هو اخد معاد مع ابي يعني لازالت الموافقة لم تتم  
ضيقت منى عينيها بخبث وهى تقول :
- انتي تغرقين في بحيرة   ,, أنتى ؟ لم اصدق 
ثم تابعت وهى تهمس قائلة :
-ادن مالدي قمتي به مع دالك الشخص الدي اخبرتيه  انا لا اسلم انا لا 

شعرت حياء بالأشمئزاز عندما ذكرتها منى بسامح وبجلستها معه والحوار الذى دار بينهما ثم قالت ساخرة:-يا ابنتي انه ولد صغير اما هدا له هبة وحضور 

أبتسمت منى بشرود وهى تقول :
- متل ادهم 

قالت حياء بمكر :
- لالالا أدهم من يا امي 
هتفت منى بحنق :
-نعم هل يوجد متل ادهم
ثم توقفت فجاة وهى تقول
باهتمام:
-لاكن ما حكياتنا مع الالف
ضحكت حياء ثم قالت بخفوت :
- متل حرف السين 
لم تستطع منى كتمان ضحكاتها وهى تضع يدها على الجرح ببطنها وتتقلب بين الضحك والألم بينما طرق أدهم الباب ودخل وقد علت الابتسامة شفتيه وقال بشغف وهو ينظر إلى منى:
- حبيبت قلبى وأم اطفالي 
نهضت حياء واقفة وهى تقول بحرج :
-حسنا انا  أستاذن ساتي الى المنزل   يا منى إن شاء الله
قال أدهم على الفور :
- لا اجلسي  يا آنسه حياء ليس من المعقول ان اتي وانتي تدهبين 
قالت بخجل :
- لا اسفة انا كنت سادهب 
ثم ربطت على قدم منى وهى تقول :
- ساكلمك عندما اصل الى المنزل اتفقنا الى اللقاء 
خرجت وتركتهم وأغلقت الباب خلفها فاعتدل أدهم وطبع قبله على جبين منى وقال :
- حياء حقا فتاة محترمة 
نظرت له بحنق وقال :
- والله ؟ معجب ولا شئ
تناول كفها وقبلها وهو يقول  :
- أنا معجب بك أنت يا قمر يا منور حياتى
قالت بمزاح يشوبه الرجاء:
- حسنا هل من الممكن ان تجلب لي النجمتين الموجودتان في الحضانة 
أنحنى قليلا بحركه مسرحيه وهو يقول :
- تحت أمرك يا فندم ثوانى ويكونون عندك

**************************
كانت جلسه رؤية شرعيه معتادة فى المنزل لم تخلو بالطبع من كلمات والدتها المرحبة به وبعائلته ومن بعض كلمات والدها المقتضبه والتى تعبر عن أستيائه من اللحيه ووصفه للملتحين بالتشدد الزائد فى الدين ولكن أسامة كان بالتعقل الكافى الذى جعله يجيب بلباقه وعبارات هادئة لا تفسد الأمر برُمته بينما جلست حياء بالداخل بصحبة والدته وأختيه وبعد قليل أتت والدتها لتحثها على الخروج للجلوس معه قليلا كما هو المعتاد ,, جلست والدتها بصحبة النساء بينما خرجت هى وأستاذنت للدخول ولقد كانت نظرات والدها تتابعها وتتابع حركاتها وكلما نظرت إليه وجدت فى عينيه نظرة حادة تشير إلى الرفض ,, ولكن تلك النظرات الحادة رغم تاثيرها السلبى عليها إلا أنها تناستها تماما عندما سمعته يقول بخجل :
-كيف حالك يا انسة حياء ؟
لم تستطع النظر إليه بشكل حقيقى إلا نظرات خاطفة وهى تجيبه بكلمات قليلة ,, نهض والدها وتركهما وأنصرف بحركات عصبية ولقد كانت تظن أنه سيبدء بالحديث عندما ينفرد بها ولكنه لم يفعل كان ينظر للاسفل مطرقا بوجهه ويبدو عليه التوتر بعض الشىء وكأن عدوى القلق قد أنتقلت إليه منها مما شجعها إلى النظر إليه مليا , فاجأها بنظرة متفحصه وقد رفع وجهه قليلا وقال :
- أخبار المذاكره مادا 
-حسنا  أخبار الملخصات 
أبتسمت وقالت :
- تمام
قال بهدوء :
- حسنا هل يمكن ان احجز نسخة  ,, خصوصا لمادة مقارنه الاديان
أبتسمت مرة أخرى وقد ذكرها خفية بالموقف الذى حدث بالكنيسه فتابع قائلا:
-لاتخافي ستكون بالمقابل ب ملخص لمادة المواريث
نظرت  نظرة خاطفة ثم قالت بخفوت :
- حقا انها مادة صعبة جدا 
مال للأمام قليلا وتابع بخفوت وشغف :
- لاتقلقي انا ساشرحها لكي انها سهلة جدا 
لم تمض ثوانى حتى عاد والدها مرة أخرى وهو يقول باقتضاب :
- منور يا أستاذ أسامه
تنحنح وهو يعتدل فى جلسته قائلا :
-  انه  نورك يا عمى
نهضت على الفور ودلفت للداخل لتنضم إلى النساء التى تبادلت الابتسامات واحده تلو الأخرى وهن ينظرن إلى تلون وجهها فلم يكن من الصعوبة معرفة قرارها فيما بعد ,, بمجرد أنصرافهم دخل والدها وقال بعصبية :
- انه يريد ان يكتب الكتاب
قالت والدتها على الفور بتفهم :
- اه حتى يعرف ان يتحدت معها 
أجابها بعصبيه :
- ما كل الناس تنخطب و يجلسون مع بعضهم البعض 
قالت حياء على الفور :
- حسنا  نستخير يا ابي اولا 
لوح بيده وهتف بضيق وقد لمح ملامح القبول فى وجهها :
- انتي حرة لاكن ان حصل شئ لا تاتي لي بعد اي مشكلة افهمتي 
أنهى كلامه وخرج على الفور وخرجت والدتها تتبعه لمحاولة تهدئته , أما هى فقد أحمر وجهها بشدة وأحتقن بالدماء ولمعت عينيها بالدموع رغما عنها , نعم هى أختارت على أساس الدين والأخلاق ولقد شاهدت تعاملاته فى المعهد خلال سنه كامله وعدة شهور ولم تجد فيه ما يسيىء ولكن فى النهايه تحتاج الفتاة أن تشعر أن بيت أبيها سيسعها لو لجأت إليه فى يوم من الأيام لماذا يقطع عليها الطريق ويهددها بعدم الوقوف بجوارها اذا حدث لها ما تكرهه وتستبعده , لماذا يشعرها أنها بمجرد قبولها به سوف تنقطع من رعاية أبيها وحمايته و هى تعلم أنه ليس تهديد أو توعد فقط فلقد فعل ذلك بالفعل مع أخوتها جميعا , عند هبوب أى عاصفه مفاجأة على بيت أحداهن وتأتى للجوء له يصرخ بها "ليس لدي دعوة انتي التي اخترتي "
ألا يكفى حرمانها من حنانه وأبوته حتى يأتى اليوم أيضا ويحرمها من حمايته المستقبلية , شعرت أنها بمثابة الصعود إلى سفينه حياتها التى ستحملها إلى الطريق التى كانت تتمناه وتحلم به ولكن على يقين أنها أذا قررت اللجوء إلى المرفا عند حدوث أى عطل بفعل الرياح فستجده موصدا ً بوجهها أى أنها رحلة بلا عودة
أضطربت وخفق قلبها بشدة وهى تقف بين يدي الله تطلب منه المعونة والرشاد وحسن التصرف فهى وحدها تماما ومُخيرة بين الرفض والقبول ولكن ستتحمل نتائج أى منهما وحدها , أستخارت الله عزوجل كثيرا كثيرا ولجأت إليه بكل ما أوتى لها من خشوع أيام وليالى وبعد كل صلاة لا تشعر سوى بالراحة النفسية الكبيرة التى تدفعها دفعاً نحو القبول وفى كل مرة كانت تختم دعائها بعبارة واحدة " يارب ليس لدي غيرك فاختر لي انت  "
وكان القرار بالموافقة اخيراً ولقد تغاضت عن كل الانتقاضات التى وجهت لها بعد أعلانها الموافقة وتم تحديد ميعاد " العقد " كتب الكتاب بعد عشرة أيام فقط و حاولت حياء تاجيل الميعاد قليلا ولكنه كان مصمم جدا
وهو يحاول أقناعها قائلا :
- الأمتحانات اقتربت و اريد ان اشرح لك على راحتي ويجب ان يكون الشرح يضمير 

*********************************

- منى ستسافرين و دراستك 
تركت منى لدمعها العنان  وهى تحتضن صديقتها وتقول :
- ساتي الى الامتحانات 
لمعت عينيى حياء بالدموع وهى تربط على يدها قائلة :
- تسافرى بالسلامة  ستسافرين بسرعة انتي لازلتي انجبتي قيصرى من فتره قريبه
حاولت منى تجفيف دمعها وهى تقول :
- غصب عنى والله ادهم ظروفه هكدا  وايضا  كل ما امي تتصل تبكي  وتقولى نفسى  ان  اارى  بناتك مالدي سافعل
ابتسمت حياء وقالته  مودعة :
- تدهبي بالسلامه يا حبيبتى  سلميلى على امك ومنال جدا  ,جيد اني اتيت لكي اراكي قبل ان تدهبي 
أومات منى براسها وهى تقول :
- نحن سنبيع الشقة او ستكون كراء  عند ام واب ادهم
ثم تابعت بشرود قائلة :
- رغم انى لدي  فيها ذكريات جميله مع أدهم لكن  لا احب  ان امكت في مكان كان لدي ذنب فيه 
قالت حياء بتعجب :
- لهده الدرجة 
قالت وهى تشعر بالاشمئزاز:
-لقد كنت حزنة  من نفسى وخائفه من ذنبى وادعى ربنا يسامحنى ليل ونهار انالست اعلم لمادا  كنت مستعجله على الحب مادا  لو كنت اهتممت  بمذاكرتى وصاحبت بنات محترمه فى الكليه كنت هكدا  ولاهكدا  ساتجوز ادهم  لاكن لم اكن ساتبهدل  هكدا ولا كنت ساتعرض للدى تعرضت له  والله اعلم كان سيحصل لي مادا  وربنا سترنى بستره  , كان زمانى متلك  يا حياء أحتفظت بمشاعرى كلها لجوزى ولم احس  معه ابدا بتأنيب الضمير الدى احسه مع أدهم خصوصا عندما  يقول لى أنتى أول حب فى حياتى يا منى , احس ساعتها أنه غرس سكينه فى قلبى رغم ان كلامه حلو لكن لا استطع ان  استطعمه من كتر تعذيب ضميرى ليا واناابسمعه يقوله

شدت حياء على يدها وقالت بثقة :
- يا بنتى انتى توبتى وانا احسبك مخلصة فى توبتك والدليل على هكدا  الحاله الدى أنتى فيها الان , يا منى التائب من الذنب كمن لا ذنب له و ضميرك  شىء طبيعى طبعا لكن لما تحسنى معاملتك لزوجك وتحبيه اكتر ستحسى بالراحه مع الوقت صدقينى كل حاجه تتنسى والدى يفتكر ذنبه كل وقت هده  علامه جيدة   لانه يفضل طوال الوقت منكسر لله ويجدد توبته دايما
******************************************

تم تحديد ميعاد عقد القرآن كما أراد وأنتقت حياء فستان لحفلة العقد باللون الذهبى المرصع بالفصوص الفضيه البراقه , مكشوف الذراعين والصدر قليلا , كان العقد فى أحدى قاعات المساجد الكبيرة , قاعة النساء فى الدور الثالث وقاعة الرجال فى الاسفل  وكعادت الافراح الاسلاميه خرجت الحفلة رائعه ومبهجة والاخوات ينشدن ويضربن بالدف حولها ويتمالين بالأطواق المرصعه بالورود  وكان من بين بين تلك الاناشيد انشوده مميزة جدا لديها "


الحب الطاهر نور وأمل
ومشاعر غاليه علي الانسان
يجمع الابن مع الابوين
 ويلم عرايس علي عرسان
وعريسنا الحب السامي هداه
لعروسة بتعرف شرع الله
اختار واتوكل علي مولاه
واهو نال  كل اللي اتمناه
الحب الطاهر نور وامل
ومشاعر غاليه علي الانسان
في السما بنشوف الطير بيطير
وبيسقي وليفه الحب عبير
وف عشه بيعطف عالزغاليل
ميسيبش الضنا لو حتي كبير
وعريسنا الحب السامي هداه
لعروسة بتعرف شرع الله
اختار واتوكل علي مولاه
واهو نال  كل اللي اتمناه
بالحب الغرب بيبقو الروح
والشبكة لحد الباب بتروح 
وفي ليلة العرس الورد يفوح
ع اهل الحب ف كل مكان
الحب الطاهر نور وامل
ومشاعر غاليه علي الانسان
بالحب بنمشي بضي نهار
وبنبني بيوت مليانة عمار
وبنفرح لما نشوف عروسين
ونشوف مأذون موجود في الدار
وعريسنا الحب السامي هداه............



حانت لحظة التوقيع على العقد ويالها من لحظة صعبه ومُربكة , اضطرت إلى وضع الكاب الابيض عليها ليغطيها وأتجهت بصحبة والدتها وأخواتها للاسفل للتوقيع على العقد وفى زاوية منفردة رفعت الكاب قليلا من على وجهها وبدأت فى رحلة التوقيع والمأذون يرشدها إلى مكان التوقيع والأختام وأخيرا أنتهت وصعدت للاعلى مرة أخرى على الفور وبدات رحلة اخرى فى الاعلى " رحلة المباركات والتقبيل التى لا تنتهى الا بالم فى العظام والفكين " واخيرا ً جلست وقلبها يخفق بشدة وما كاد يهدء قليلا عن الخفقان حتى سمعت من تقول:
- ارتدو يا فتيات العريس اتي 
وهنا زاغت نظراتها تبحث عن الكاب لتخفى ذراعيها وما كُشف من جسدها بفعل الفستان وسط ضحكات صديقاتها  وهى تردد داخلها بقلق:
-لمادا انت مستعجل هكدا  , انتظر قليلا 
وأخيرا ظهر على أعتاب الباب وتقدم بخجل وتوتر وسط همسات النساء وتنهيدات العذارى , كانت عيناه مثبتتان عليها وهى مطرقة إلى ألارض بأبتسامة متوترة حتى جلس بجوارها وبدات تتعالى اصوات الزغاريد وهو يخرج علبة بها خاتم الزواج ويمد يده ببطء ليتناول أطراف أصابعها , أما هى فقد شعرت فقشعريرة تسرى بجسدها كالتيار الكهربائى للمسته الأولى , نعم اللمسة الاولى تختلف اختلافاً كبيراً للفتاة فهى بالنسبة لها ليست لمسة فقط لأطراف الاصابع وانما لمسة للقلب مباشرة , الآن فقط تفهمت كلمات منى المتضاربة عندما قالت لها :
- كان نفسى أدهم  يكون  أول رجل فى حياتى كنت ساحس  بشكل مختلف
بالتاكيد اللمسة الاولى وكلمة الغزل الاولى مختلفة عما يتلوها وتظل ذكراها عالقه ليس فى الذاكرة فقط وأنما تحتفظ الفتاة بها دائما فى قلبها لا تنساها ابدا ولا تستشعر لذة بعدها تضاهيها ,
وضع الخاتم فى أصبعها " خلال ربع ساعة تقريبا ً  " ثم همس برقه :
- مبروك 
لم يستطع الحديث أكثر من هذا فنظرات الفتيات كانت تلاحقهما بإصرار حتى أنتهى الوقت المخصص للحفل وذهب بعد دعوة والدتها ليتناول العشاء معها فى منزلهما و اجلستهما والدتها فى غرفة بمفردهما وقد جهزت لهما العشاء المعتاد فى مثل هذه المناسبات , لم تستطع ان تأكل إلا قليلا بسبب نظراته الجريئة المتفحصة والابتسامة الشغوفه المشاكسة التى تعلو ثغره والتى زادها أرتباكا وتلعثما فى حركاتها ونظراتها وأخيرا نظرت إليه بارتباك حاولت ان تغلفه بالثبات وهى تقول :
- مادا
رفع حاجبيه بتسائل وقال :
-  ماهو لمادا 

قالت على الفور :
- لمادا تنظر الي هكدا 
أتكأ بمرفقه على الطاوله وقال بثقة :
- انظر كما اريد هل غض البصر على زوجتي ايضا 
أطرقت براسها فمد يده ورفع راسها بانامله بهدوء ونظر لها نظرات مُحاصِرة وهو يقول :
- مند سنوات وانا انتظر ان اقول لك هدا الكلام
نظرت له متعجبة وقالت :
- مند سنوات  كيف أنت لم ترني  غير  سنه وا شهر فقط

قبل أن يجيبها سمعت صوت هاتفها يعلن عن وصول رسالة جديده , ألتقطته وفتحت الرسالة فوجدتها من منى ومكونه من كلمتين فقط " يـا حظه " ووجه مضحك يخرج لسانه

نظر أسامة إلى هاتفها وهو يقول مداعبا :
- هاتف هدا  او  قميص نوم
ألتفتت إليه بدهشة كبيرة وهى تقول :
- نعم ,كيف
أخذ الهاتف من يدها وهو يقلبه بين يديه قائلا :
- كل هده أكسسوارات هدا لاينفع ان يكون هاتف انه فستان 
أخذته من يده وهى تقول باعتراض :
- انا احب اضع أكسسوارات كتيرة فى هاتف  ليس معنى  أنه يكون  فستان ولا قميص نوم
رفع حاجبيه بنظرة أخجلتها وهو يقول بجرئة :
- ومابه  قميص النوم انه  حتى عشرة على عشرة

أبتلعت ريقها بصعوبه وأعادته إلى حديثه الاول قبل وصول الرساله وقالت :
- لم تجبني على سؤال كم سنة وانت لم ترني غير سنة وبضع اشهر  ؟


أومأ براسه مؤكدا وقال :
- نعم  صحيح
ثم تناول كفها بين كفيه وقال بحب :
- أنتى أول حب فى حياتى كلها وانا مند زمن جدا  وانا مخبا  كلام كتير حتى  اقوله لزوجتي فقط , وكنت خائف جدا  أحس التى أتجوزها لن أحبها , لكن  أول ما رايتك احسست  أنك زوجتي  مند  سنين وأن الكلام كله لك   , لدالك كنت اراقبكي في كل شئ حتى في ادق التفاصيل 
ثم مال قليلا ليقترب أكثر وقال بهمس :
- يعنى أنا مشاعرى بِكر , متلك بالظبط
أعتدلت حياء قليلا وقد تعجبت بخجل من المصطلح الذى أستخدمه " بِِِكر "
هز راسه وهو يومىء مؤكدا :
- نعم  بِكر , يعنى أنتى أول واحده تدخل قلبى وإن شاء الله عمرك ما ستخرجين  منه ابداً
سعلت لتخفى خجلها وهى تضع يدها على فمها وقالت بتلعثم :
- عندما كنا جالسين  فى المعهد اخبرتني انتي لا تتكلمين  وبعد دالك اخبرتني انك تعرف لمادا وبعد دالك اخبرتني بعد ان نكتب الكتاب 
أرسل تنهيدة طويله ولم تفارقه أبتسامته وقد أطلت من عينيه النظرة التى أحبتها من قبل
وهو يقول :
- ساخبركي  , لم تتكلمي لانكي كنتي ترين اجابات للاسئلة التي كنتي تريدين اسئلتها و ايضا كان ظاهر في عينيك القبول 
أرتبكت وحاولت نفى ما قاله وهى تقول بترفع :
- لا أبدا  ليس دالك 
أبتسم وهو يأخذ يدها ويقبلها بقوة وحنان وقد أغمض عينيه وكانه يستشعر القبلة بقلبه قبل شفتيه ثم نظر لها وهو يتأمل وجهها ولامس وجنتها بانامله وقال :
-انتي احببتني متل ما احببتك 
ثم أدار وجهها إليه بهدوء وقال بثقة:
- نحن الاتنين احببنا بعضنا و الحمد لله جمعنا الله تحت سقف واحد 
ثم ابتسم مشاكسا وقال بمزاح :
-لقد اتعبتني حرام عليكي
ابتسمت وهى تخفى وجهها خجلا وفرحاً به , مشاعر كثيرة متداخله بين حمد الله وشكره على نعمه وبين مشاعر الحب الحقيقية التى تشعر بها معه ، فها هى قد تذوقت الحب الحقيقى
" الحب الحلال " التى كانت تبحث عنه وتنتظره بلا تعجل أو ملل فها هو قد أتى يحث الخطى نحوها ويلتهم المسافات إلتهاما , 
فلمَ العجلة أيتها الفتيات النصيب قادم إليكى فى كل الاحوال وإن كنتى فى جحر وإن كنتى فى برج عالى زوجك عند الله هو زوجك مهما حدث وانتى زوجته مهما حدث فلا تتعجلى ولا تضيعى عمرك هدراً تحلمى فيه برجل بل إهتمى بشخصيتك ومستقبلك
 و أصنعى نفسك لتكونى حلم كل رجل
**********************
نهاية الفصل الرابع والعشرون الفصل التاني  اتمنى ان ينال اعجابكم 
تمت بحمد الله
اعتدر عن كل خطا تعبيري لم انتبه له و اتمنى ان تكونوا قد استمتعم في رواية اكتشفت زوجي في الاتوبيس ورحلة منى المشوقة التي انتهت  بحب حلال 

اشترك في آخر تحديثات المقالات عبر البريد الإلكتروني:

إعلان أسفل عنوان المشاركة

إعلان وسط المشاركات 1

إعلان وسط المشاركات اسفل قليلا 2

إعلان أسفل المشاركات