رواية : إكتشفت ُ زَوجي في الأتوبيس باللغه العربيه الفصحى''الفصل الرابع والعشرون الفصل الاول ''

بقلم : مشاعر غالية 

دبلجة : ندى 



ملاحظة : هناك بعض الامثال و الكلمات التي  لم تتم دبلجتها   لكي لايختلف معنى الجملة 

Mon-mari-a-decouvert-le-bus-en-arabe-standard24.1

الفصل الرابع  والعشرون والأخير
  " الجزء الأول "




و صعدنا الى الاتوبيس .... أشار لى أدهم الى مقعد زوجى ذهبت إليه على الفور و جلست بجانب النافذة وهو جلس بجوارى وسمعته يسأل عن ميعاد تحرك الاتوبيس
فقال له الناس :
- السائق قال سينزل يشرب شاى وسياتي 
أدهم مال علي أذنى وقال معتذرا:
- انا اسف يا منى  لاكن الظروف
قلت مندهشه:
- تتاسف لمادا 
أدهم بحرج:
- يعنى انزلتك من منزلكي  متأخر واركبتك أتوبيس اسف لاكن الظروف اتت هكدا
منى بمزاح :
- مادا يا أدهم الناس كلها تركبه ولا انا يعنى على راسى ريشه وايضا  المره التى فاتت تركتك تدهب   لوحدك عيب  ان لا ادهب اليوم ايضا  
ولكن فجأة وانا أتحدث اليه رأيت أمرأة تصعد الى الاتوبيس ويظهر على عينيها أثر البكاء وعلى وجهها الكآبه
ملامحها لفتاة أعرفها جيدا لم يطرأ عليها سوى الحجاب الصغير الذى تلفه على شعرها
وصعد خلفها..... يااااربى ..سامح!!   "معقول سامح وياسمين" !!!وضعت يدى على وجهى وكأننى أتأكد من النقاب خفت أن يعرفنى الحمد لله أننى أرتديته
جلسا أمامنا مباشرة وسمعته يتكلم وهو يحاول أن يخفض من صوته ولكنه لا يستطيع كان عصبى جدا وكان يتكلم وهو يلتفت اليها بحركات عصبية:
- هكدا يا ياسمين تعصين اوامري امام اهلي 
بدأت ياسمين بالبكاء وهى تقول:
- فل تتوقف  يا سامح حرام عليك انت مسود عيشتى من ساعة ما نزلنا من هناك توقف
سامح بتهديد :
- اتوقف  ؟... انتي لم تري شئ ..حتى تعرفي مرة تانية ان تناقشيني ..انتى الظاهر عليكي انكي نسيتني 
ياسمين بتضرع:
- حراام عليك ارحمني انا والدي  في داخلي  ...
سامح بغلظه:
- ان شاء الله تموتي  انتى وهو وأستريح منكم ...بدأت فى البكاء بصورة أشد وهو يتوعدها ويحاول ان يخفض صوته:
- أصمتي لا اريد سماع صوتكي 
ثم لكزها بشده  , لم تستطع المسكينه على أثرها ان تكتم الاهه .. تأوهت بصوت وصلنى كخنجر فى قلبى
وجاءت منها التفافه التقت عينياى بعينيها ولكنها لا تستطيع ان ترانى ولكنى رأيت عينيى أبأس أمرأة على وجه الارض فى نظرى
هل هذا معقول هل هذه ياسمين الناعمه الجميله التى فى يوم من الايام شعرت بالغيرة منها لتفوقها علي فى الجمال والعذوبه والرقه!!
لم أكن أعلم ان زوجى يتابعهم مثلى وقد لفت نظرة فظاظة رجل مع أمرأته
لم يستطع ان يحتمل اكثر وخصيصا بعد أن لكزها بشدة وتأوهت تدخل على الفور ومال الى الامام وقال بصوت رصين:
 يا أخى لا يصح  هكدا  الرسول عليه الصلاة والسلام قال (رفقا بالقوارير (

سامح  بغلظه:
-  يا شيخ لو سمحت لا تتدخل  بينى وبين زوجتي 
المسكينه بكت بشدة وهى تنظر حولها وكأن تيقنها من سماعنا لبذائته قد زادها ألم وهم وحزن
زوجى بهدوء:
- يا أخى  لانها زوجتك من  الازم ان  تكون أرفق بها من اى احد تانى العتاب ليس هكدا  الناس تتفرج عليك
سامح بغطرسه:
- احد يادب زوجته ما دخلك انت 
قال زوجى بانفعال :
- يا أخى من  الادب ليس  انك تفرج الناس عليها حرام عليك أتقى الله هده أمانه عندك ربنا سيسألك عليها
ألتفت اليها بعصبيه وقال:
- عجبك هكدا يا وجه النحس جعلتي  الدى يسوى والدى لايسوى  ان يتكلم معنا 
لم يستطع زوجى ان يضبط أعصابه فى هذه اللحظه :
- قام وجذبه من ملابسه وتوعده  قائلا:
- والله لو لم يكن  معنا حريم أخاف أن افزعهم كنت عرفتك من الدى  لايسوى يا عديم المروؤة ..انت راجل انت
تجمع الناس حولهما وانا فزعه جدا ومتوترة وواضعه يدى على قلبى وكأننى أبعث الطمأنينه فى نفسى
قامت ياسمين متوسله لزوجى:
- أرجوك اتركه
والناس يحاولون فكاك قبضة زوجى عن ملابسه :
- صل على النبى يا شيخ , ليس هكدا , أمسحها فينا
نظر لى زوجى فوجدنى على وضعى هذا خائفه فتركه وهو يدفع بحدة للخلف و يتوعده أكثر بنظرات حاده
وجاء ليجلس بجانبى ولكن الناس أشاروا عليه ان يجلس بعيدا عنه وقام احد الاشخاص من مكانه هو وصديقه وبدلا معنا المقاعد  فأصبحنا بعيدين عنهم بعض الشىء
أجلسنى وجلس بجوارى وأمسك بيدى يطمئننى وهو يقول:
- لاتخافي لاتخافي   انا اسف لم استطع ان امسك نفسي ..حيوان صحيح
قلت له:
تدخلت لمادا 
زوجى:
- الم تري  ياعيني  زوجته  كيف هي  وهو يعمل فيها مادا ,  الايوجد خوف من ربنا لهاده الدرجة ..يفترى على  امراة 
قال أحد الاشخاص :
- يا شيخ اتركه  لله انت هكدا ممكن تجعله  يستحلفلها ويمد يده عليها امامنا
قال زوجى بحده:
-  فل يفعلها 
قلت له هامسه:
- هل تعرفها  يا أدهم
زوجى :
- هل انا يعنى من  للازم ان أعرفها حتى ادافع عنها ..اليست أختى فى الدين ولا مادا ..انا  لم استطع ان ارى احد يضرب امراة 
صعد السائق وبدأ الاتوبيس فى التحرك وأنا ألمح المسكينه واضعه رأسها على زجاج النافذه..  وكأنها تشكى اليه سوء أختيارها وجعل قلبها وظلام حبها
يا ألهى ..لا أعلم ماذا أقول لك ..أنها المره الاولى فى حياتى التى أقول فيها الحمد لله وأنا أتلذذ معناها بهذا الشكل  لقد حرمتنى من البذائه لتعطينى المروئه والشهامه حرمتنى سوء الخلق لتعطينى حسن الخلق
حرمتنى رجل سىء العشرة بذىء اللسان لتعطينى رجل حسن العشرة حلو الكلام
يا ألهى كم فى الكون من مليون سامح لهم غلاف خارجى لامع جاذب ......وبواطنهم سيئه
وكم من فتاة غرها هذا البريق الامع وطارت اليه كالفراش الذى يطير الى النار ليلقى حتفه وهو يظنه النور
لا أملك الا الحمد من قلبى لا أملك الا شكر وجدانى
ووجدت نفسى ألف ذراعي الاثنتين حول ذراع زوجى وأحتضن ذراعه بقوة وأضمها الى صدرى لتصل الى قلبى.... فنظر لى متعجبا فأشرت إليه أن يقترب ...فلما أقترب همست فى أذنه بشوق السنين :
- احبك
رفع رأسه ونظر لى بأبتسامه مندهشه ثم مال مرة أخرى وهمس غير مصدق :
- مالدي قلتيه  ؟!
قالت منى مكرره بصدق :
- احبك ... احبك جدا
أبتسم أدهم أبتسامه عريضه وهو يضم أصابعى بين أصابعه بقوة يغلفها الحنان
وهمس فى أذنى:
-  أخيرااا.... أحمدى ربنا أننا فى الشارع الان  وإلا لم يكن سيحصل خير  
ضحكت ضحكه خافته لم يسمعها ولم يراها على شفتى ولكنه رآها فى عينيىواصلت ضم ذراعه بقوة الى صدرى وأرخيت رأسى على كتفه وأغمضت عيونى باسترخاء لم يحدث لى من قبل
وبين الحين والاخر أفتح عيونى فيذهب نظرى بدون أرادة إلى المرأة المسكينه التى تستند برأسها على زجاج النافذه  .. أشفقت عليها بشدة فكل هذا الحزن المطل من عينيها ولكنها لا تجد رجل حنون مثل زوجى ترتاح على كتفه مثلى
ثم توجهت بنظرى الى الرجل العابث الذى يجلس بجوارها وشعرت جدا بالغضب
وانا اقول فى نفسى "كيف يتجرأ هذا العابث ويتكلم مع زوجى بهذه الطريقه الفجه  الا يرى ان زوجى تركه فقط لان معه زوجته المسكينه هذه ":
- قلة أدب صحيح
نظرت الى زوجى الحبيب وأنا أرفع رأسى له فوجدته مسترخى جدا وتعلو وجهه أبتسامه وهو يردد بخفوت :
الحمد لله الحمد لله الحمد لله
أغمضت عينى مرة أخرى وأرخيت ر أسى على كتفه ولاول مرة أنام فى مواصلات عامه 
لا أعلم كم مضى من الوقت ولكنى صحوت على هزه خفيفه من زوجى وهو يقول :هيا  اسرعي لقد نزل الجميع  سيتهموننا اننا  نريد تفجير الاتوبيس 
أبتسمت لدعابته وقمت وأنا ممسكه بيديه ... بحثنا عن تاكسى حتى وجدنا ومازلت ممسكه بيده وهو بجوارى فى التاكسى قلت له:
أدهم .. أنا اريد ان تحفظني قران ؟
أدهم بفرح:
- ممكن طبعا ..ما رايك ا اكون  الشيخ   ولا أنتى تحبين ان  تروحى معهد؟
منى:
- الاتنين ..  لحد ما أخلص الجامعه تكون  أنت شيخى وبعد ما أخلص أدهب معهد  ما رايك؟
أدهم بحماس:
- طبعا موافق جدا تحبى نبدأ متى؟
منى:
- أول ما نطمئن على والدك ونرجع البيت
أدهم بشغف:
- أتفقنا ..... و ساكون  أول واحد حفظ زوجته القرآن وهما فى شهر العسل
منى بتعجب:
- شهر العسل الم ينتهي بعد 
هز رأسه نفيا وقال بهمس:
- لالالا  , لم يبدا بعد
أبتسمت بخجل ونمت على كتفه مرة أخرى ..حتى وصلنا لمنزل والده
لم تنفذ والدته نصيحته وأتصلت بمنال وجاءت بها هى وزوجها
قابلتنى والدته بدهشه وهى تقول:
- ماهدا يا منى !! أنتي ارتديته  متى هدا الشئ ؟
أدهم :
- يا امي اسمه النقاااااااااااب
قبلنى أخى هشام فرحا بى جدا وهنأنى على قرارى السليم ونظر لمنال وقال :
- عقبال ناس
"منال طول عمرها قلبها أبيض" عندما رأتنى هكذا نسيت ما كانت تكرهه مني  وأقبلت علي وقبلتنى وهنأتنى به كثيرا قالت:
عقبالى
أدهم وهو يحدث والدته:
- ها يا امي ابي   كيف حاله 
والدته:
- تحسن قليلا  لاكن لازال مريض 
منال وهى تتثائب :
- حرام عليكى يا امي  كل مرة تتصلي بنا وفي الاخير ظغذ
والدتها:
- هكدا يا منال انه اباكي  الدى رباكى وعلمك لاتريدين ان تقفي جنبه في متل هده الحالة 
منال:
- يا ماما حالة مادا  كل الحكايه  ضغط ابي  جيد والحمد لله
والدتها:
- لا انا لست مطمئنة يجب ان ناخده الى المستشفى 
أدهم يعلم جيدا طبعا والدته القلق بصفه دائمه:
- ان شاء غدا صباح ناخده الى المستشفى لايجب ان انوقظه الان 
أقتربت منال من أدهم وقالت :
بعداسبوع انت الوحيد الدي ستاتي لان هشام سيبدا العمل قريبا 
تفاجأ أدهم وقال محدثا هشام :
- حقا يا هشام ستبدا العمل 
هشام :
-  ان شاء الله كلها أسبوع وابدا 
منى بحزن:
- كان يجب ان تقول يا هشام 
هشام:
- والله كنت ساخبركي صباحا 
أقبلت والدة أدهم وهى تقول:
- اسفة يا اولاد فل تدخلو الى النوم الان 
منزل والد زوجى ليس به الكثير من الغرف فأضطررنا الى النوم أنا ومنال فى غرفه وأدهم وهشام فى المعيشه
بعد أن أغلقنا علينا باب الغرفه أنا ومنال قالت لى بود:
- لا تحزني  مني يا منى انا قمت بدالك فقط لاجل اخي 
منى بابتسامة:
- لايمكن ان احزن منكي يا منال  ..... انتي اختي
تسامرنا قليلا وحاولت بعدها أن أنام مثلها ولكنى لم أستطع  كان قلبى يهفو شوقا إلى زوجى لا أريد أن أنام بدونه "اشتقت اليه لم اره مند نصف ساعة "تركت منال نائمه وخرجت أبحث عنه فسمعته يتسامر مع هشام وضحكاتهم تعلو واحده بعد الاخرى
حتى أشار أدهم لهشام أن يخفض صوته قائلا:
- اصمت اتريد ان تسمعنا امي و تجعلنا ننام بالظغط 
هشام:
- حسنا ساصمت ماهدا  
أدهم مشاكسا:
- مادا الم يعجبك اصمت ونم 
مررت من أمامهم وتوقفت وأنا اقول:
- أنا  داهبة لعمل شاي هل تريدون 
نظرا لى بدهشه وقال هشام:
- مند متى وانتي تحبين الشاي 
نظرت الى أدهم وأبتسمت وقلت بدلع:
- اصبحت احبه 
قال هشام:
- يا حظك يا عم أدهم , أانا مند زمن وانا مع اختك تحب العسلية 
ضحك أدهم وقال:
- والله العظيم أنتوا الاتنين اغبى من بعض
تركتهم ودخلت المطبخ لأصنع الشاى الوهمى وضعت براد المياه على النار ورفعت رأسى للجزء الاعلى من المطبخ أبحث عن شىء غريب يحبه الناس يسمى الشاى
بعد لحظات قليله دخل أدهم المطبخ وقال :
- أنا علمت انكي لاتعرفين طريق الشاي و السكر 
أقترب من مكانى وأشار لى على علبة الشاى وقبل أن أمسك به ألتقطه سريعا وقال:
- هكدا بدون مقابل  ؟   وأشار إلى وجنته
طبعة قبله على خده وحاولت أخذ العلبه منه ولكنه قال:
لالالا لم تعجبني  .. واحده تانيه بسرعه ... وأشار الى شفتيه..لم أعد أستطيع أن أرفض له طلبا أبدا فطلبه عندى أصبح أمراً وإن حمل لهجة الرجاء
بعد قليل
دخلت منال المطبخ فجأة دون أن نشعر وهتفت  :
-  الله الله  , ماهده الرومنسية 
أحمر وجهى خجلا لما رأتنا عليه وتخلصت من ذراعيه سريعا وهربت الى الغرفه
تدثرت وغطيت وجهى وأصطنعت النوم حتى لا أرى منال مرة اخرى بعد هذا الموقف المحرج
ولكنى فوجئت بها بعد دقائق تنزع الغطاء من على وجهى وتضحك وتقول :
حــــــالة تلبس أقبضوا عليــــــها
ضحكت منها وغطيت وجهى مرة أخرى فقالت :
- خجلة لمادا انه  جوزك ,  تصدقين بالله أنا فرحت لكم  .. هكدا  سأسافر وأنا مطمئنه على أخاي 
لم أرد عليها كانت جريئه جدا وكان جسدى ملتهب من هذا الموقف المحرج

أستيقظت صباحا على صوت أدهم وهو يوقظنى برقه :
- استيقظي يا منى نريد ان ندهب
قلت بابتسامه خجله:
- صباح الخير
أدهم بحب:
- صباح النور والفل والجمال
ثم أشار إلى شفتيه وتابع :
- وطعم الشهد الدي لازلت احس به 
خفضت رأسى خجلا من تلميحاته ودخلت منال تقول :
-  الفطار جاهز
منى بتسائل:
- كيف هو عمي  ؟
منال :
- الحمد لله جيد فل تتمرني على هدا 
أدهم محذرا:
- أصمتي ستسمعكي  امك 
منال وهى تخرج:
- حسنا تعالوا انا انهبت  الفطار  هشام سيخلص الاوملت
خرجت منال وخرجت خلفها ولكن أدهم همس فى أذنى وأنا أمر من أمامه:
- بسرعه لنندهب الى منزلنا    , خرجت مسرعه وقلبى ينبض بشدة 
الحمد لله والده كانت صحته جيدة وجلس للأفطار معنا وأخذ أدهم وهشام بألقاء وتبادل النكات
ولا نملك أنا ومنال ووالدته ووالده الا الضحك المتواصل
بعد لحظات ألتقت عيناي بعينيه وفى غفله ممن حولنا أرسل لى قبله فى الهواء تلقيتها بأبتسامه خجلة وتركت عيناى تبتعد عنه فهو لن يتوقف ابدا
نظرت إلى والد أدهم وقلت له بود:
- لاكن  حضرتك يا عمى اخفتنا  عليك أمس الحمد لله أنك بخير
أجابنى بحنان:
- والله يا بنتى  أنا الدي  اريد ان اعتدر لكم .. اتتيم بالمواصلات في متل دالك الوقت هدا ما اخبرني به زوجكي 
لا أعلم لماذا أنتشل  قلبى سعادة وهو يقول'' "زوجك.أول مرة أشعر أنى أنتمى إليه وأنا سعيدة بذلك
أدهم:
- بصراحه يا ابي  هى التى صممت ان تاتي  معي حتى تطمان عليك
والدته:
- الحمد لله أنك أتحسنت يا أبو أدهم  
قال بعتاب:
- لقد اخبرتكي ان الموضوع عادي جدا تخافين هكدا لمادا 
قالت:
- لاتقل هكدا كيف لا اخاف عليك هل يوجد متل حنيتك في هدا الزمن 
قالت منى بابتسامة مشاكسه:
- أنا هكدا  عرفت السر يا عمى
الاب:
- سر مادا  يا بنتى
منى:
- سر حنية أدهم ,  انها  بالوراثه 
الام:
- إ يا بنتى  أدهم عليه حنيه والله لم ارها الى على أباه
منى مؤكدة:
- أنتى ستقولين يا امي  انا  اعرف
نظر لى أدهم نظرة حب طويلة أعقبتها تنهيده من منال  وهى تقول:
- هل ترى يا هشام الحب أنا هكدا دهبت علي
 قال هشام على الفور:
- لا يا حبيبتى من هدا الدى دهبت  عليه أنا ساكت لاكن  استمتع بوصلة الحب الصباحيه 
لكن أنتى تعلمين انكي موجودة في جهة الشمال 
أنهينا الفطار سريعا ودخلت لأرتداء ملابسى  وأستأذنا الجميع للعودة إلى عش الزوجيه لكن والدته أبت بشدة ورفضت رفض قاطع وصممت على بقائنا للغذاء  حارب معها أدهم كثيرا جدا ولكن لا حياة لمن تنادى وأخيرا أستخدمت والدته السلاح المناسب الذى لا يستطيع مقاومته
- يا ولد انا ثد حضرت  اكل تحبه 
أدهم بلهفه:
- اتقصدين ورق عنب با الله عليكي يا امي 
ضحكت على طفولته هذه الذى لا يستطيع ان يتحكم بها ابدا وقلت:
- يا سلام يعنى ستجلس الان  بسبب ورق العنب
قال رافضا :
- طبعا ..وامي تحبني وتحب ان تدللني في الطعام
هشام :
- بصراحه انا لن استطع ان أرفض الأكله وساجلس
تبعنا الام الى المطبخ لمساعدتها فى الطبخ وقد ساد جو من المرح لا ينقصه إلا والدتى وتكون الصورة قد أكتملت هكذا عبرت عن ما يجول بخاطرى أمام والدة زوجى ومنال
فقالت والدة أدهم بسرعه:
والله فيكى الخير يا ابنتى اخدتها  من على لسانى ادهبي يا منال أطلبى الحاجه ونادينى أكلمها
تكلمت والدة أدهم مع أمى وصممت أن تأتى وافقت أمى على الفور فهى لا تحب البقاء مع زوجة أخى الاخر كثيرا  وهكذا أكتملت الصورة وبها كل من أحب وأعتبرت هذه هى الصورة المثاليه للعائلة البسيطه المحبه
 
التى كنت أتمناها لا أعلم لماذا دمعت عينى وأنا أنظر الى الجميع على طاولة الغذاء وهم يأكلون ويتضاحكون

لم يلاحظ أحد منهم دمعه سريعه فرت من عينى فمسحتها فى سرعه ولكنى كنت مخطأة  لقد كان هناك من يلاحظ ويراقبنى عن بُعد ويسألنى بقلبه عن هذه الدمعه
لم ألاحظه إلا عندما سمعت صوت والدته تقول:
- مابك يا ادهم  لمادا لاتاكل 
أنتبهت فى هذه اللحظه أنه كان يتابعنى عن بعد وقال لوالدته منتبهاً:
- هه لا يا امي لايوجد شئ سلامتك لقد انهيت كل الاكل انظري 
أنهى أدهم طعامه وقام ليغسل يديه , قمت خلفه مباشرة ووقفت بجواره أحمل المنشفه وأنتظره ..أنتهى من غسل يديه وأخذ المنشفة مني وهو يقول بصوت خفيض:
 - 
ما هده الدمعة  ..ممكن أعرف؟
منى:
انا اسفه يا حبيبى لا اعرف مادا حدت لي 
أدهم:
- أنتى تظنين اني ساقتنع هكدا 
قاطعنا صوت والدته وهى تطلب مني صنع الشاى
وانا أُعد لهم الشاى جاء تليفون لهشام وأضطر ان يأخذ زوجته ووالدتى لتوصيلها والذهاب الى موعد ضرورى  و سلم علينا وأخذهم وذهب سريعا
ثم دخلت الغرفه لأرتدى ملابسى دخل أدهم خلفى وصمم بشدة أن يعلم سبب دموعى , أنا لم أكن أعلم سببها بشكل صحيح وواضح ولم يستطع أدهم أن يستوعب أن صورة أسرتهم هى التى أثارت شجونى
لا أعلم لماذا شعرت بغصة فى حلقى فى هذا الوقت  وأنفجرت دموعى وأنفجر معها ألم السنين وانا أقول :
-  أنا  في عمرى باكلمها  ما كنت متل  كل البنات... كل البنات كان لها أب أو أخ ياخدها فى حضنه ويعلمها الحياة فيها مادا  والناس خارج البيت شكلها مادا  .. إلا أنا
عمره ما اخدنى فى حضنه  حتى لما كان يراني  مريضة  كان كبيره جدا  يقول فل تاخدوها للدكتور
عمره ما اخبرني ما بكي  يا ابنتى .. بنات مادا الدى من المفروض ان أكون متلهم ؟!.. البنات الدى كنت اراهم  متعلقين فى ايد أبهاتهم واخواتهم  البنات الدى كنت ادخل بيوتهم واراهم علاقتهم بأبهاتهم أحس أن أنا يتيمه ...أنا يتيمه من زمان جدا يا أدهم أنا كنت دائما يتيمه حتى لما كان أبي على قيد الحياة  ..لدالك  عندما مات لم احس أنه مات لانه كان ميت مند زمن .. متل  ما مشاعرى كانت ميته من ناحيته مند زمن.وليس دالك فقط
هل تعرف ؟... أنا كنت ارى اصدقائي  فى المدرسة يدهبون  جنب أخوتهم  يوصلوهم ويطمئنوا عليهم
وأنا الوحيده الدى أخي يمشى ورائي يراقبنى يريدني  أخطا أى خطا حتى يفضحنى ....لمادا ؟!! .. لمادا هكدا
.
.لمادا لا ياخدني  فى حضنه  بدل ما يراقبنى ...حسنا يفهمنى يفهمنى الدنيا  يفهمنى الولاد يعملون مادا وكيف اخد حدري  يفهمنى يا أدهم بدل ما يراقبنى ويحسسنى أنى مجرمه 
أنت تعلم  يا أدهم أنا ماهي  أول شئئ حبتها فيك؟...علاقتك بأختك حبك ليها ضحكك  معها , تتفاهمون مع بعض بالنظرة ,  غير علاقتك بأختك هيام ووقوفك جنبها وخوفك عليها ونصحك ليها ولجوزها وتحملك مسؤليتها ومسؤلية بنتها
تمنيت تكون أخي أنا .. وأبي أنا ... أنا كنت محرومه دائما يا أدهم ... حرمونى من كل المشاعر التى فى الدنيا أنا كنت  متل الارض العطشة التى تجري أى نقطة مياه حتى لو كانت دموع
وفى هذه اللحظة زاد أنتفاضى وأنتحابى وكأنى أنعى إليه نفسى وهى على قيد الحياة  حتى قدمي تخلت عنى وتركتنى لأسقط .. لكن أدهم أنتبه لذلك رغم دموعه وأنقذنى من السقوط وأحتضننى ....بقيت فى حضنه فترة ليست بالقصيرة أبكى وأبكى وأرتعش أستسلمت لحضن زوجى وسكنت فيه وكأننى أروى جوارحى من عطش السنين العجاف ظل أدهم صامتا وهو يحتضنى بقوة ويرتب على ظهرى وكتفى ويمسح على شعرى وعندما هدأت وسكنت تماما قال:
- لمادا يا منى لم تتحدتي معي مند زمن  ,, تعلمين يا حبيبتى أنا  ماهي أكتر شئ كانت تصبرنى على بعدك عني ؟ لا اعرف  لمادا  كنت دائما احس أنك ابنتى وكنت دائما أحس أنك تحتاجينني  متل  منال بالظبط
وكنت احس بمسؤليتى ناحيتك متلها  بالظبط  أنتى كل أهلى وأنا كل أهلك يا منى , ترضين بيا  ولا ترفضين ؟
نظرت له من بين دموعى بأمتنان وقلت:
- المهم أنت الدى ترضى عني بعد كل الدى عملته بك
أدهم بابتسامة جذابه:
- عملتى مادا  ؟...أنتى حبتينى وجعلتني  أحبك ,هل هدا  الدى أنتى  عملته بي , هو فى أجمل من دالك
شعرت براحة نفسية لم أشعر بها من قبل شعرت أنى وجدت نفسى  لقد كانت أكبر غلطه أرتكبتها أنى كنت أبحث عن نفسى فى مكان آخر بعيد عن هذا الحبيب الغالى  ولا أعلم لماذا عادت الى مشاعر لم أشعر بها من قبل نحو أبى  ووجدت نفسى أبكى لوفاته وكأنى لم أعلم بوفاته إلا اليوم .
ونحن فى طريق العودة إلى المنزل ,, كأنى لم أرى هذا المكان من قبل ,, كأننى أذهب إليه لأول مرة فى حياتى كلها ,,  فتحت زجاج النافذه وبدأت أستمتع بالهواء العليل فأنا كما تعلمون أحب الاماكن المتسعه الغير مزدحمه وكأن النسيم قد شعر بذلك فأخذ يداعب وجهى من وراء غطاءه وأنا اغمض عينيى وكأننا نلعب الغميضه
لاحظ ادهم أستمتاعى فتركنى حتى أنتهيت وعدت ألتصق به وأقول:
- الله المكان هنا جمل
أدهم بتعجب:
- غريبه جدا ...أنتى أول مرة تريه او مادا 
منى بسعادة:
- احس اني اول مرة اراه 
أدهم:
- حسنا فل تستمعي به لانه بعد مدة سندهب من هنا 
منى:
-كيف
أدهم:
- ولاشئ هشام كلمنى على شغل معه هناك وشكلها  فرصه جيدة  قوليلى صحيح ماهو رأيك؟
منى بسعادة:
- بجد يا أدهم , الله يعنى سنكون  مع هشام فى نفس البلد
أجاب مؤكدا ثم تابع بأهتمام:
- وكلامي في سرك من الممكن ان ناخد امكي معنا لانها يبدو انها غير مرتاحة مع زوجة اخاكي الكبير و هشام مصمم ان ياخدها هده المرة 
ضغط على يده من فرط سعادتى وأنا اقول:
- بجد يا أدهم يعنى سنكون  كلنا مع بعض
أدهم بابتسامه حانيه :
- أنا كنت اعلم انكي ستفرحين واعلم كيف تحبين هشام
قلت بتفكير:
- لاكن لن ارى امي الى بعد اكمال دراستي ؟ 
أدهم:
- لا ليس من اللازم يجب عليك فقذ ان تنهي امتحانات هده السنة وبالنسبة للسنة القادمة تاتي ال الامتحانات فقط 
شعرت فى هذه اللحظه أن أدهم حقق لى أغلى أمانى حياتى سوف يجمعنى بكل من أحب فى مكان واحد
شعرت أن حبى له يزيد وأن قلبى لا يدق أنما هو يطرق باب قلبه
دخلنا عشنا وأدهم فى منتهى السعادة والحماس , رفعت نقابى ووقفت مكانى وكأنى أدخل بيته للمرة الاولى
نظر لى وهو يقول بتسائل:
- ما بكي؟
شعرت بمشاعر غريبة مزيج من السعادة والتوتر والخجل كانى عروس ليلة زفافها وقلت بخفوت:
- ليس هناك شئ فقط احسن كاني اول مرة ادخل الى هدا المنزل 
أقترب مني بابتسامة شغوفه وهو يقول:
- لاه انتي حالتكي لاينسكت عليها 
حاولت الفرارخجلاً  منه وأنا أقول بتلعثم:
- الله   ,, أنت الم تقل انك تريد ان تراني  بفستان الفرح
للمرة الأولى أراه ينظر لى نظرة جريئة متفحصة ثم قال بهدوء :
-  آه صحيح فل تدخلي وارتديه 
منى مداعبة:
- وأنت الن ترتدي  بدلة الفرح؟
 قال بمزيج من المزاح والحنين:
- طبعا سالبسها  , فى عريس يحضر فرحه سبور هكدا 
منحنى أدهم مهلة مفتوحه من الوقت لأستعد وأرتدى فستان زفافى .. نظرت فى المرآه وأنا أضع لمساتى الأخيرة على وجهى بعد أن ثبت طرحة الفستان على شعرى وكأننى أول مرة أشاهد نفسى وأنا عروس
كنت سعيدة جدا وأدور حول نفسى لأشاهد الفستان من كل جوانبه , تأخرت بعض الوقت حتى أنتهيت فسمعته
يطرق الباب وهو يقول مداعباً:
- هكدا اخدتي وقت اكتر يا منى من الممكن ان احسبه وقت بدل الضائع  ؟
أستدرت فى مواجهة باب الغرفة وأنا قلبى يدق بشدة ويخفق بجنون 

وقلت :
- انتهيت 
فتح الباب ببطء و دخل بخطوات هادئة , نظرت إلى حلته الرائعه وشعرت انى اراه يرتديها لاول مرة  , كأنه عريس يوم زفافه , كانت به وسامه وجاذبيه لم أشاهدها من قبل  فى أى رجل قابلته  فى حياتى  علت وجهه أبتسامة رضى وشوق مطولة مختطلة بنظرات لم أراها فى عينيه من قبل وكانه كان يخبأها لتلك اللحظه  ,,
لم يترك كلمة مديح إلا وقالها لم يترك كلمة غزل إلا وغازلنى بها حتى ذابت مشاعرى وأشتاق له قلبى
ولأول مرة أسمع منه هذا الدعاء   
( اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا )
ونزلت علينا ستائر الوصال .... ولم يعد بيننا شىء مُحال ... 

وصعد بى فوق كل التلال .....  وقذف بى فى بحر الخيال .....   
ولم يعد حبنا كلام يُقال .... وأصبح زوجى هو معنى الجمال    
              وذقت معه كل حب حلال

نهاية الفصل الرابع والعشرون الفصل الاول اتمنى ان ينال اعجابكم 

اشترك في آخر تحديثات المقالات عبر البريد الإلكتروني:

إعلان أسفل عنوان المشاركة

إعلان وسط المشاركات 1

إعلان وسط المشاركات اسفل قليلا 2

إعلان أسفل المشاركات